أوهموهم بِأنّ الجنة تتوارى عن الأنظار تحت الدّمار و بِأنّ طريقها لا بدّ أن يسقى بالدماء
أوهموهم بأن جهنم-بئس المصير- هي لمن أحبّ و آثر السلام على العدوان
أوهموهم بأن الجنّة مفرقعات و حفلات دموية صاخبة ناسفة قاتلة
تمسكُّوا كل التَّمسك بِ "العين بالعين" و غفوا عن " من عفا و أصلح"
قاعدتهم : قتل كل مخالف
جهادهم: فساد على أرض تتمنّى السلام
أوهمتهم قاعدتهم بأن الحياة لعنة الحياة و أمرتهم بدفنها تحت ظلمات الجلابيب
قتلوا البصير و البصيرة و هبُّوا لنصر شياطينهم و قواعدهم
أوهموهم بأن الشيطان كامن في نفس كل إنسان و بأن الله قابع في السموات , فلم يأبهوا للإنسان و إتّبعوا الأوهام
و جعلوا من الله و رسله و رسالاته " قاعدة " و ما أدراك ما القاعدة
و تواروا تحت التراب في ظلمة كالحة لم تفارقهم منذ أن كانوا فوق البسيطة
و منذ ذلك اليوم و أرضي قاحلة لا تنبت زرعا و لا وردا
أواصل سيري لعلِّي أرى المحبَّة منبثقةً من هذه الأرض فطال إنتظاري و طالت رحلتي
و أتى يوم محاكمتهم... محاكمة الانسان في زمن اللإّنسان فسألتهم الزّبانية: " ماذا قدَّمت أياديكم؟ كم بسمة زرعتم؟ كم أملا حقّقتم؟ و كم أرضا أصلحتم؟" أجابوا : " شيخنا الجليل أطعنا و كلّ مخالِف طعنّا...الأرض سقَيْناها دماءًا و بحدِّ السيف نشرنا قاعدتنا فأين جنّتنا؟ حروب الردّة أعلنا فأين الفردوس فقد طال إنتظارنا و مللنا؟ " و أجابهم صوت الله الغامر : " الله محبة و من لا يحب يغادر الله قلبه إلى الأبد... فأي حسن ثواب تنتظرون؟ و عن أي فردوس تتحدثون؟ " أمّا أنا فمازلت ماضية في ترحالي أزرع ورود حب و إخاء في أرض القاعدة! أسخر أحيانا من جهل الإنسان و أبكي حينا على أرض الإنسان جنّته المنسيّة اللّتي إستبدلها بحفنة أوهام... و أمضي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire